تنفيذ المشروع يحتاج إلى بعض العوامل الأساسية لضمان نجاحه وتحقيق الأهداف المرجوة منه، ولهذا إذا كنت تطمح في إنشاء مشروع، فمن الضروري عمل دراسة جدوى للمشروع والتحقق من مدى نجاحه، ولهذا إليك ماذا تعني دراسة الجدوى، وأهميتها، وأنواعها المختلفة، وخطوات عمل دراسة جدوى ناجحة.
ماذا يعني دراسة الجدوى ؟
دراسة الجدوى هي عبارة عن الدراسة الدقيقة للمشروع والتحقق من أنه مشروع مربح ينتج عنه تحقيق الأهداف المرجوة، وتساعد هذا الدراسة في التأكيد على إمكانية الاستثمار في المشروع أم لا، وتتضمن هذه الدراسة كافة الجوانب الخاصة بالمشروع، وتعمل على دراسة السوق، والتحليل المالي الشامل للمشروع، والأهداف المطلوب تحقيقها، وخلافه من العوامل الأساسية التي ينتج عنها نجاح المشروع.
ما أهمية دراسة الجدوى ؟
دراسة الجدوى لها أهمية كبيرة في تحديد الأفكار الدقيقة والتفاصيل الشاملة حول المشروع، وتتمثل أهميتها فيما يلي:
- تعمل الدراسة على تحديد كافة الفرص الجديدة التي يمكن الاستثمار بها لتحقيق النجاح في المشروع.
- كما تعمل على توفير البيانات التي لها أهمية في اتخاذ القرارات الدقيقة حول بدء المشروع.
- أيضًا تلعب دور هام وفعال في تحديد الأسباب الكاملة للبدء في المشروع.
- تساعد الدراسة في تعزيز معدل النجاح المتوقع تحقيقه من تنفيذ المشروع.
- وكذلك تعمل الدراسة على التحديد الجيد لعدم متابعة المشروع.
ما هي مكونات دراسة الجدوى؟
تتكون دراسة الجدوى من 9 مكونات رئيسية، وهي كالآتي:
- صفحة العنوان: تشمل العنوان الواضح للمشروع، وتحتوي على كافة أسماء أعضاء المشروع، وكذلك اسم قائد المشروع، كما يجب أن تتضمن الألقاب الوظيفية للأعضاء.
- قائمة المحتويات: تساعد هذه القائمة في الوصول إلى القسم ورقم الصفحة بسهولة؛ لأنها تحتوي على كافة العناوين للأقسام، بالإضافة إلى رقم الصفحة الخاصة بكل قسم.
- الموجز التنفيذي: يعتبر عنصر دراسة الجدوى الأول، ويشمل المقدمة الشاملة عن المشروع، وكافة الأهداف للمشروع، وكذلك يحتوي على أهم المصادر المستخدمة في المشروع.
- جدوى السوق: يحتوي هذا الجزء على المعلومات الكاملة عن الإحصاءات الخاصة بالشركة، بالإضافة إلى أبحاث السوق، وكافة التوقعات التي تسعى الشركة لتحقيقها في المستقبل، ويتم البدء بالتلخيص الدقيق لنشاط الشركة، والاتجاهات في الوقت الحالي، وأهم مصادر الإيرادات الأساسية.
- الجدوى التقنية: يشمل هذا القسم أهم العوامل التشغيلية التي يكون لها تأثير واضح على نجاح المشروع، بالإضافة إلى ذلك يتضمن أهم العوامل التي تساعد في استمرارية الشركة في تقديم خدماتها.
- الجدوى المالية: يساعد هذا القسم على تحديد جميع الشؤون المالية للشركة، وأهمها الإيرادات الحالية للشركة، وكافة المعلومات حول المستثمرين، والإجمالي للإيرادات السنوية التي تحققها الشركة.
- الجدوى التنظيمية: يشمل هذا القسم أهم الممارسات الأخلاقية، والقانونية للشركة، علاوة على الإجراءات المتعددة التي يتم القيام بها للحفاظ على مسؤولية الشركة القانونية، وأهم الوسائل التحفيزية التي ينتج عنها زيادة إنتاجية الشركة.
- الاستنتاج: هذا القسم يعتبر الجزء الأخير في الدراسة، ويحتوي على الإيجاز الدقيق لكافة الأقسام في الدراسة، وينبغي أن ينتهي بتوصية تتضمن أهمية تنفيذ الإجراءات المختلفة حول موضوع الدراسة.
- الملحق والصفحات المرجعية: الملحق يتضمن أهم المعلومات الهامة للقارئ، والأهم أنه قسم اختياري، والصفحات المرجعية تتضمن أهم المصادر التي تم استخدامها في إنشاء التقرير منها المقالات العلمية.
أنواع دراسة الجدوى
هناك أنواع مختلفة لدراسة الجدوى وتتمثل أهم 5 أنواع لدراسة الجدوى كما يلي:
الجدوى الفنية
تساعد دراسة الجدوى الفنية في تحديد كافة الموارد الفنية التي تساعد في إنشاء المشروع، وتحديد مدى قدرة أعضاء المشروع على استغلال الأفكار المقترحة للمشروع وتحويلها على أرض الواقع، والأهم أن هذه الدراسة تشمل أهم البرامج، وجميع المتطلبات الفنية المطلوبة لتنفيذ المشروع.
الجدوى الاقتصادية
تتضمن هذه الدراسة التحليل المالي الشامل لجميع التكاليف، وكافة الأرباح التي تنتج عن المشروع، وبالتالي يساعد ذلك في تحديد كافة الفوائد والتكلفة الإجمالية المطلوبة للمشروع، والأهم أنها تعتبر الأساس الذي يتم الاعتماد عليه لتعزيز مصداقية المشروع، وينتج عنه التحديد الأولى للفوائد التي تنتج عن المشروع المقترح.
الجدوى القانونية
هذه الدراسة تساعد في تحديد مدى تعارض أي جانب من جوانب المشروع مع أهم المتطلبات القانونية له منها قوانين حماية البيانات، وتقسيم المناطق، والقوانين المختلفة لوسائل التواصل الاجتماعي، كما يساعد هذا التقييم في الكشف عن الفشل في اختيار الموقع المقترح لتنفيذ المشروع.
الجدوى التشغيلية
تشمل هذه الدراسة التحليل الدقيق لمدى إمكانية تلبية الاحتياجات الشاملة للمنظمة، وتتضمن هذه الدراسة الشاملة لخطة المشروع المقترح، ومدى تحقيق المتطلبات المحددة في مراحل التحليل الجيد للمتطلبات اللازمة لتطوير النظام.
جدولة الجدوى
يعتبر هذا التقييم هو الأساس لنجاح المشروع، حيث ستتعرض الشركة للفشل في حالة عدم تحقيق المشروع والمتطلبات خلال المدة المحددة في جدولة الدراسة، وتساعد في التحديد الكلي لكافة القيود التي قد تتعرض إليها الشركة عند التنفيذ منها القيود الداخلية وأهمها الميزانية، والموارد، والقيود الخارجية منها القوانين واللوائح.
خطوات دراسة الجدوى
هناك بعض الخطوات الأساسية ليتم عمل دراسة الجدوى، وتتمثل كالآتي:
- في البداية يجب إجراء التحليل الأولى والتحديد الجيد لخطة المشروع، بالإضافة إلى الفحص الشامل للأفكار، وعمل دراسة للسوق للتحقق من زيادة الطلب على المنتج المقترح تقديمه.
- ينبغي إعداد البيان الخاص بالدخل المتوقع وأهم المصادر التمويلية للمشروع، بالإضافة إلى تحديد كافة التكاليف المطلوبة، ويجب أن تكون الإيرادات تغطي جميع التكاليف سواء المباشرة، وغير المباشرة.
- يجب إجراء بحث عن السوق، ويتضمن ذلك أهم التفاصيل عن الإيرادات، وكافة عوائد الاستثمار المتوقعة، وهذه الخطوة تساعد في ضمان نجاح المشروع المتوقع.
- وبعد ذلك يتم وضع خطة شاملة ليتم تنظيم الأعمال المختلفة، وينتج عن ذلك وضع خطة دقيقة للعمليات المقترح تنفيذها، وتحتوي على دراسة الجدوى التشغيلية، والتكاليف الإجمالية لبدء تشغيل المشروع، وتكاليف المعدات، وتكاليف التسويق، وكافة النفقات العامة للمشروع.
- ينبغي إعداد ميزانية المشروع وتتضمن الميزانية الكاملة للمشروع منها مصادر التمويل، والتكاليف، وكافة الالتزامات التي يجب مراعاتها.
- يجب المراجعة وتحليل البيانات منها بيانات الدخل، ويجب مقارنة هذه البيانات بأهم النفقات المطلوبة، وكافة الالتزامات، وبالتالي يساعد ذلك في التحقق من نجاح المشروع.
- وبعد ذلك يتم اتخاذ القرارات الدقيقة بشأن مدى استحقاق المشروع للجهد والوقت المستغرق، بالإضافة إلى تحديد مدى ملائمة المشروع، وهل سيحقق الأهداف المتوقعة أم لا.
كيف يمكن دراسة جدوى لمشروع صغير.
تتمثل أهم الخطوات اللازمة ليتم إعداد دراسة جدوى ناجحة لمشروع صغير كما يلي:
- يجب التحديد الجيد لكافة الأهداف الرئيسية التي تساعد في تحقيق النجاح للمشروع سواء على المدى البعيد، أو القريب، ويجب الدراسة الشاملة للأهداف المرجوة والتحقيق من مدى تحقيقها أم لا.
- ينبغي تحديد نطاق المشروع؛ لأنه يعتبر الأساس في تحقيق النجاح للمشروع، وذلك يعتمد على النشاط المقترح تنفيذه، وكذلك يجب تحديد مجال المشروع بدقة، وكافة المجالات المتداخلة معه.
- كما يجب دراسة السوق بشكل جيد، وتحديد مدى حاجة السوق للمنتجات، أو الخدمات المقترح تقديمها، بالإضافة إلى دراسة سوق المنافسين بشكل احترافي، والتحديد الجيد لنقاط الضعف لديهم لاستغلالها بشكل جيد.
- وبعد ذلك يجب التحديد الجيد لكافة متطلبات المشروع التي يجب توافرها ليتم تنفيذ المشروع منها الإجراءات القانونية، والتراخيص، والمستندات القانونية اللازمة.
- ينبغي تحديد مصادر التمويل للمشروع لأنه العنصر الأساسي الذي يتوقف عليها تحقيق النجاح في المشروع، علاوة على التغطية الإجمالية لتكاليف المشروع.
- وفي الختام يجب دراسة المخاطر التي قد ينتج عنها تهديد نجاح المشروع، والعمل على وضع الخطط الفعالة التي تؤدي إلى تحقيق النجاح الباهر عند تنفيذ المشروع.
ماهي الأخطاء التي يمكن تقع فيها خلال دراسة الجدوى ؟
يوجد بعض الأخطاء الشائعة التي يمكن الوقوع بها أثناء عمل دراسة الجدوى وينتج عنها عدم تحقيق النجاح المتوقع للمشروع، وتتمثل كما يلي:
- عدم توافر تقديرات واقعية عن المشروع، وفي الغالب تكون التقديرات حول المشروع مبالغ فيها، ولهذا يجب إلقاء نظرة على دراسات جدوى مشابهة للمشروع.
- في الغالب يتجاهل معدي دراسة الجدوى المنافسة، ويعتقدون أن الفكرة المقترحة لا يوجد لها منافسين، وهذا غير صحيح؛ حيث ينتج عنها فشل التحليل المالي للمشروع، وكذلك ينتج عنه الفشل في تحديد الإيرادات التي يحققها المشروع.
- كما يتغافل الكثير من معدى دراسة الجدوى أهم التكاليف الفرعية للمشروع منها تكاليف الصيانة، ويهتمون فقط بالتكاليف الرئيسية، ولهذا يجب الاهتمام بكافة التكاليف للمشروع سواء الفرعية، أو التكاليف التي تنتج عن الأعمال المفاجئة.
- هناك بعض الأشخاص الذين يعتمدون على دراسة جدوى جاهزة، وهذا يكون غير صحيح؛ وذلك لأنه يجب عمل دراسة جدوى مناسبة للمشروع المقترح.
- يوجد بعض الأشخاص الذين يتجاهلون العوامل الخارجية للمشروع عند إعداد دراسة الجدوى، وهذه العوامل لها تأثير على نجاح المشروع، وهذه التغيرات تشمل الظروف الاقتصادية، والظروف الثقافية، والاجتماعية، والسياسية، والتغيرات التكنولوجية.
- الفشل في مراجعة دراسة الجدوى ينتج عنه الفشل في تحقيق النجاح المتوقع، ولهذا ينبغي تحديث البيانات الخاصة بالدراسة، والمراجعة الدورية لدراسة الجدوى.
- في بعض الحالات يتم إهمال العوامل الخارجية والمخاطر التي قد يتعرض إليها المشروع منها الظروف الاجتماعية، والثقافية، والتطورات السياسية، وكذلك الظروف الاقتصادية، والتغيرات التكنولوجية.
- العديد من دراسات الجدوى تعتمد على دراسة الجوانب الإيجابية للمشروع فقط، ويتم التجاهل التام لكافة السلبيات التي قد ينتج عنها التأثير على نجاح المشروع، وينتج عن ذلك عدم النجاح، ولهذا ينبغي الدراسة الشاملة لكافة إيجابيات وسلبيات المشروع.
- الاعتماد على شخص واحد فقط في إعداد دراسة جدوى للمشروع له تأثير سلبي على دقة الدراسة، ولهذا يجب الاستعانة بفريق عمل متخصص.
- التسرع في اتخاذ القرارات وإهمال دراستها بشكل كافي يؤدي في الغالب إلى فشل المشروع، وعدم تحقيق النجاح المتوقع.
كيف يتم حساب تكلفة دراسات الجدوى؟
يتم حساب تكلفة دراسة الجدوى وفقًا لكمية المال المقترح إنفاقها على جمع كافة المعلومات عن المشروع سواء الاستبيانات، والمقابلات، وخلافه، بالإضافة إلى التحليل المالي وحساب التكلفة الإجمالية الناتجة عن تنفيذ المشروع، وتقديم الخدمات المقترحة، بالإضافة إلى التكلفة الإجمالية لأهم البيانات المتعلقة بتنفيذ المشروع، والتسويق، والأهم أنه ينبغي حساب التكلفة الإجمالية للمشروع والاهتمام بكافة التكاليف الأساسية والفرعية، وكذلك التكاليف المفاجأة لتكون الدراسة شاملة وناجحة.
نموذج لدراسة جدوى مشروع