عرفت المحاسبة الإسلامية منذ قرون طويلة، حيث تعمل على زيادة حجم الرفاهية في العمل سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي، وذلك للقيمة الكبيرة التي تحتلها في مجال العمل والتي لا تقل قيمتها عن المحاسبة التقليدية، كما أنها تحتوي على مختلف القيم المتواجدة في أعمال المحاسبة.
بالإضافة إلى أنها عبارة عن مجموعة من الأعمال المحاسبية التي تعمل على منح الأفراد مختلف البيانات التي يحتاجون إليها للتعرف على الطريقة التي تساعدهم على إدارة الشركات بطريقة ناجحة وفقًا للشريعة الإسلامية.
أهمية المحاسبة الإسلامية
تمثل المحاسبة أهمية كبيرة بالنسبة للشركات والمؤسسات، حيث أنها تساعد الأفراد على اتباع الشريعة الإسلامية في أعمال المحاسبة، التعرف على كل ما هو محرم أو مسموح به في المحاسبة بناءً على الحكمة الإسلامية.
تساعد على التعرف على المسئوليات التي يجب القيام بها وفقًا للشريعة الإسلامية، والتعامل بأمانة بدون أي تأثير من أي جهة تعمل لصالح بعض الأفراد، إضافة إلى أنها تعمل على التعرف على القواعد الأساسية في المحاسبة والتي تتماشى مع الأخلاق الإسلامية، كما أنها تعمل على تطبيق مبدأ الشفافية في العمل.
مبادئ المحاسبة الإسلامية
يوجد نوعين من مبادئ المحاسبة الإسلامية والتي نعمل على توضيحها من خلال النقاط التالية:
الاعتماد على الشريعة الإسلامية
تعمل الشريعة الإسلامية على تحليل كافة الأعمال المحاسبية، والعمل على توضيح الأشياء المحرمة والتي توفر للأفراد الكثير من المنفعة على المستوي الشخصي، بالإضافة إلى الفائدة الكبيرة التي يحصل عليها المجتمع بصفة عامة، كما تسعى إلى الاعتماد بشكل أساسي على الشريعة الإسلامية في الطريقة التي تتبع في إدارة التعاملات المصرفية لتحقيق الخير دون غيره.
تحقيق العدل
يعتمد النظام المصرفي بشكل أساسي إلى تحقيق العدل لجميع الأفراد، بالرغم من التغيرات التي تحدث في أهداف المجتمع أو التغير في الأحوال الاقتصادية، وبالتالي لا يمكن استغلال أموال الغير في تحقيق فائدة أو مصلحة على المستوى الشخصي.
معايير المحاسبة الإسلامية
هناك عدد من المعايير التي تتبعها المحاسبة الإسلامية والتي يعد من أهمها المعايير التالية:
عدم توافر مبدأ الربا أو الفائدة
تعد من الأمور التي تحرمها الشريعة الإسلامية هي الحصول على الأموال من أحد المصارف مقابل فائدة على الأموال، كما أنها لا تعتمد على الحصول على فائدة على الأموال التي يتم وضعها في مصارف الأموال سواء بشكل شهري أو سنوي، حيث تعتمد الشريعة الإسلامية على العديد من النصوص القرآنية وكذلك ما ورد في السنة الذي يحرم مبدأ الفائدة على الأموال.
نوع التجارة التي تعمل المصارف الإسلامية على تمويلها
يعتمد النظام المحاسبي الإسلامي عند استلام أوراق المشروع المطلوب تمويله من المصارف الإسلامية على التأكد من أن هذا المشروع لا يوجد بها أي أعمال محرمة في الشريعة الإسلامية، حيث أن النظام لا يكتفي فقط بالتعرف على قيمة الأصول المالية التي يمتلكها المشروع، وكذلك لا يكتفي بالتعرف على دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع.
الزكاة
تعد الزكاة من أهم الأركان التي تعتمد عليها المصارف الإسلامية، حيث أنها من أركان الإسلام الأساسية، والتي تسعى إلى تحقيق عنصر الموازنة بين مختلف الطبقات، وبالتالي تعتمد المصارف الإسلامية على أن تسير الأموال في دائرة مكونة من عناصر أساسية وهي الصرف والتشغيل وكذلك تحقيق المكسب المادي، كما أنه لا يعتمد على عنصر واحد وهو اكتناز الأموال.
التكافل
هو أحد المعايير التي تعتمد عليها المحاسبة الإسلامية والتي تقوم على أساس عقد اتفاق بين الفرد الذي يقع تحت تهديد معين مثل الأشخاص الذين يعانون من الفقر وبين أحد المؤسسات، حيث يعتمد هذا الاتفاق على كفالة هذه المؤسسة للفرد من خلال صندوق يسمى صندوق التكافل، والذي يساعد الأفراد على التخلص من الأضرار التي لحقت بهم.
الفرق بين المحاسبة الإسلامية والتقليدية
في البداية لابد من التعرف على أن كلًا من المحاسبة الإسلامية والمحاسبة التقليدية تقوم على مبدأ الحصول على معلومات كافية عن النشاط التجاري الذي يرغب الشخص في العمل به، كما تعتمد على دراسة كافة البيانات المقدمة من قبل الفرد والعمل على التأكد من أنها صحيحة وأنه يعمل على الاستثمار في أحد المجالات التابعة للنظام المحاسبي.
ولكن تعمل المحاسبة الإسلامية على توضيح كافة البيانات مع العميل التي تتعلق بالنظام المصرفي، أما المحاسبة التقليدية فتقتصر على توضيح بعض البيانات فقط للعميل التي تتعلق بالنظام المحاسبي، كما أن المصارف الإسلامية تتعامل مع البيانات التي يقدمها العميل للتعرف على ما إذا كان النشاط حلال أم لا، ولكن في النظام التقليدي يتعامل مع البيانات من وجهة نظر أنها تحقق المصلحة للأفراد أم لا، لذلك يتضح لنا أن الفرق الأساسي بينهما هو اعتماد النظام المحاسبي الإسلامي على الشريعة الإسلامية.
هل المحاسبة حرام في الاسلام؟
في الواقع لم يعد العمل في مجال المحاسبة حرام في الشريعة الإسلامية، وذلك في حالة أن الشخص يقوم بأعمال المحاسبة الخاصة بالشركات أو المؤسسات أو البنوك التي لا تعتمد على مبدأ الربا أو الفوائد في العمل، حيث أن حساب نسبة الفوائد التي تتحقق على الأموال عند الاقتراض أو غيره من الأعمال المحرمة.
ولكن في حالة العمل لدى المصارف التي تقوم على التسليف والربا يعتبر من أعمال المحاسبة المحرمة والتي يجب الابتعاد عنها تمامًا في العمل، كما أن أعمال المحاسبة التي تتعلق بالسينما والبنوك الربوية تعتبر من المحرمات في الإسلام.